هوي ان ، مدينة آسيوية من الخيال

مقدمة مبسطة

الموسم السياحي

المدة

العملة النقدية والأسعار

خط الرحلة

الوصول والمواصلات

المبيت

شو أعمل

مقدمة مبسطة

أي دولة في العالم دائما بترتبط بالأذهان بصورة محددة..صورة وجبة أكل مثلاً (البيتسا - إيطاليا)، أو معْلم سياحي مشهور (البتراء - الأردن). في حالة دولة فيتنام بتجينا صورة "هالونغ بي"..وأحياناً مدينة "هوي آن"، مدينة المصابيح المشهورة.

هذه المدينة الصغيرة جداً، إللي عدد سكانها يا دوب ٧٥ ألف نسمة، هي الوجهة السياحية رقم واحد على قائمة كل واحد بيسافر إلى فيتنام. وعكس كثير أماكن ثانية، المدينة هذه مش "أوفرهايبد" أبداً..وإكتسبت شهرتها عن إستحقاق!

الجزء التاريخي في البلد هو هو، زي ما كان من عصور طويلة وبيعطينا صورة عن فيتنام القديمة والتاريخية؛ بيوت صغيرة المدخل، مزينة بعمدان على مداخلها، مسقوفة بالحجار البرتقالية، جدرانها ملونة (الغالب هو اللون الأصفر أو البرتقالي) متلاصقة ومترتبة جنب بعض بتناسق لتكون أسراب ما بينها شوارع وأزقة كثيرة. في شوارعها أشجار آسيوية ظريفة الشكل، وأزهار صفراء اللون عادة، بتعطي المدينة رونق خاص فيها بس. ما بين أسقف واجهات البيوت بتتوزع مصابيح الورق الملونة والمضيئة "لانتيرن". هذه المصابيح أصبحت أيقونة وهوية المدينة، وهوس السواح فيها وصل لظهور "مدارس" لتعليم السواح طريقة بناء اللانتيرن..طبعاً كله بحسابه.

ولأن الجزء التاريخي موجود بمحاذاة النهر إللي على جوانبة مغروسة أشجار أغلبها جوز الهند، فلا بد من سفن وقوارب تاريخية الشكل بتمر من هنا ولا هناك، وركابها عادة بالزي الفيتنامي التقليدي.

بعكس هوي آن الحالية، في العصور الماضية كانت هوي آن من أهم النقاط في القارة بأشملها، بسبب الميناء الخاص فيها، ولإنها واقعة على طريق الحرير التجاري التاريخي. التعاملات التجارية في ميناء هوي آن كانت بتوصل من فرنسا والبرتغال والصين واليابان وغيرها. ولما ميناء دا نانغ المجاورة إبتدأ يكتسب أهمية مع الوقت، إبتدت أهمية هوي آن تقل..ويمكن هذا واحد من الأسباب إن هوي آن ما تضررت في الحروب اللاحقة مثل دا نانغ مثلاً.

في أيامنا هذه هوي آن هي مدينة سياحية بحتة. تفصّلت على مقاس السواح الأجانب. أعداد السواح هنا في الموسم السياحي رهيبة! والمشي بشوارعها وأزقاتها بالذات بأوقات الظهر تكاد تكون مش محتملة. تدافع وتصوير، وناس بتصرخ بأذنك الوسطى، وناس بتشد قميصك بدها تبيعك شغلة إنت مش عارف شو هي أساساً! وما بين كل هذا وذاك كمية غريبة من الدراجات الهوائية والنارية و "الترايسايكل"، وتوووووت توت و تييييت تيت..

أغلب البيوت هنا في الجزء التاريخي تحولت لمحلات بتعرض بضائعها على البشر من ملبس ومأكل ومشرب، لكن جدير بالذكر إن الفيتناميين ما بيضغطوا على الواحد ليبيعوه بضائعهم، وبيتقبلوا الرفض دائما بلطف وإبتسامة!

رغم كووول هذه المصائب، إلا إنني بحب أشدد على جمال وروعة ورونق هذه المدينة وحتمية دخولها مرة في العمر.

يا ريت لو السلطات تتدخل وتنظم الأمور السياحية هنا.

لكن..وما أحلى كلمة لكن..مع حلول فترة المساء, الضوضاء هنا بتقل..المصابيح بتضوي في المحلات والشوارع وحتى على سطوح القوارب، وسحر المدينة بيتجلى بأحلى صورة!

تمشاية بالرجل ما بين البيوت والأزقة والمحلات أو على حافة النهر هي واحدة من أبسط وأرخص لكن أجمل التجارب اللي الواحد ممكن يعملها في حياته، ومش ممكن تنتسى!

الموسم السياحي

أفضل وقت للسياحة في هوي آن هو ما بين شهر ٢ و٤.

بنصحك شخصياً إنك تختار فترة منتصف الشهر بسبب إحتفالية "لانتيرن" واللي بيعملوها هنا مع إكتمال القمر في كل شهر.

المدة

يومين إلى ٣ أيام كافيين تماماً.

العملة النقدية والأسعار

العملة هي "دونج" وإتكلمنا عنها بالتفصيل الممل..هنا

الأسعار في هوي آن مشابهة لمدن فيتنام الأخرى: رخيصة جداً، مع الأخذ بعين الإعتبار إن كل ما قربنا لوسط البلد، كل ما الأسعار أصبحت أغلى..طبيعي زي في أي مكان.

الوصول والمواصلات

أفضل وأكثر طريقة منطقية ومريحة للوصول إلى هوي آن هو عن طريق دا نانغ، ثالث أكبر مدن فيتنام، وإللي برضة الواحد راح يكون قضى فيها يومين أو ٣.

طريق السفر من دا نانغ إلى هوي آن يا دوب مسافة ٢٥ كلم . وأسهل طريقة للسفر هي سيارة أجرة عن طريق تطبيق "غراب" بتكلفة حالية ما بين ١٥ إلى ٢٠ دولار.

الطريقة الأخرى هي السفر في الباص من دا نانغ: باص رقم ١ بينطلق من عدة محطات في دا نانغ مثل الشاطيء أو بجانب جسر التنين، كل عشرين دقيقة ما بين الساعة ٥ ونصف صباحاً إلى السادسة مساءاً، وسعر التذكرة ٤ دولار تقريباً على الراس..عذراً قصدي على الشخص!

مدة الرحلة من دا نانغ إلى هوي آن بتستغرق من ٣٠ إلى ٤٠ دقيقة.

بالإمكان حجز التذاكر مسبقاً أونلاتين. أو إن الواحد بيسأل أي شخص..في دا نانغ ما فيش شخص ما دخل هوي آن..الأمر سهل فعلاً وما بده تخطيط طويل..ما تخاف.

داخل هوي آن نفسها ما في حاجة للمواصلات. الجزء التاريخي وإللي فيه أغلب المعالم التاريخية بالإمكان بل لازم المشي فيه، لحتى الواحد يعيش اللحظة وهيك..

لو حبيت فيك تستأجر دراجة هوائية أو نارية من كثير محلات وفنادق بتعرض هيك أشياء في كل أنحاء هوي آن..بتمنالك طبعاً قيادة آمنة وشفاءاً عاجلاً، لإن حركة السير في فيتنام بشكل عام..يعني..إيييه..يوم لك ويوم عليك.

المبيت

مبدئياً أي منطقة في محيط الجزء التاريخي راح تكون عملية ومريحة.

عن نفسي كنت إخترت فندق في الجزيرة المقابلة للجزء التاريخي وإللي إسمها "كام نام"، وبيربطها جسر قصير ضيق بيأدي للجزء التاريخي على طول وبسرعة.

الفنادق كثيرة جداً في هوي آن، وأغلبها تابع لعائلات كاملة بتقوم على خدمات زوار الفندق بنفسها. يا ريت الواحد يسكن في فندق من هذا النوع من أجل دعم العائلات من أهالي هوي آن. وعلى فكرة: في كثير من هذه الفنادق بمستوى ٤ أو ٥ نجوم. يعني مسبح وفطور معتبر وصحي، ناهيك عن حرص العائلات هذه على فكرة إن زوارها يعيشوا تجربة فيتنامية على أصولها!، أسعار هذه الفنادق بتبدأ من ١٠ دولار لليلة وأكثر..وجزء من هذه الفنادق ممكن يكون واقع على النهر أو وسط مزرعة، أو ما بين حقول الأرز. التجربة "ال هوي آنية" فعلاً راح تكون مختلفة عن غيرها في فيتنام!

شو أعمل في هوي آن

١. الجزء التاريخي

الشارع الرئيسي هنا إسمه "تران فوه" وبتتفرع منه عدة أزقة وشوارع ما بين أسراب البيوت التاريخية.

سبب شهرة هوي آن العالمية هو كونها بتمثل صورة عن ماهية الحياة في فيتنام القديمة، طبعاً مع تأثير في المعمار وغيره من القوى إللي كانت هوي آن في إحدى المراحل تحت سيطرتها، مثل الصين واليابان.

للأسف الطابع الغالب على الجزء التاريخي - رغم سحره - هو سياحي تجاري بحت، أكيد بيفقد المدينة جزء من رونقها.

لكن..تفهمنيش غلط، أرجوك..المدينة رغم كل هذا وبالذات في فترة المساء ساحرة لأبعد الحدود.

النقطة المهمة إللي مش كل واحد يمكن بيعرفها، هي إن الواحد لازم يشتري تذكرة، لو كان بيرغب خلال الجولة داخل الجزء التاريخي إنه يدخل معالم تاريخية محددة، أغلبها معابد، أو متاحف. سعر التذكرة تقريباً ٥ دولار، وبتعطي الإمكانية بدخول ٥ من ٢٢ معْلَم. حوانيت بيع التذاكر موجودة على حدود الجزء التاريخي من كل الجهات.

٢. بيوت الأنفاق

والله الإسم هذا أغرب من إللي فكر يكتبه..بس هو هيك..شو العمل؟!

في هوي آن موجودة عدة بيوت داخل المدينة التاريخية، بالإمكان دخولها بترحيب من أهلها..هم عاوزينك تدخلها يآخي..

عرضها بيوحي إنها صغيرة لكن عمقها طويل جداً وكانه نفق بيمتد للشارع المحاذي من الجهة الثانية.

البيوت التاريخية هذه أغلب أصحابها من أصل صيني..والله مش عارف شو هذه المعلومة إللي ولا إلها لازمة..

٣. شاطيء آن بانج

يمكن كل إللي بيهمنا ك سواح جاية لفترة قصيرة، هو التعرف على الجزء التاريخي في هوي آن. لكن لعشاق الكسل وشواء الجلد على شاطيء البحر، برضه في هوي آن موجودة عدة شواطيء جاهزة لهذه الأمور، أشهرها هو شاطيء آن بانج وإللي بيبعد

مسافة ٢،٥ كلم عن وسط المدينة.

٤. إحتفال المصابيح الشهري

معروف برضه بإسم "فستيفال المصابيح والقمر المكتمل"..أو شيء مشابه يعني.. (full moon lantern festival)

أفضل يومين ممكن تختارهم من أجل القدوم هنا هو بوسط الشهر تقريباً وقت إكتمال القمر. هنا المدينة كلها بتزدان بأعداد كبيرة من المصابيح الملونة, والنهر بيمتلىء بالقوارب ذات المجدافين واللي بتكون مليانة بهذه المصابيح. منـظر المدينة بالليل بيخطف الأنفاس!! منظر القوارب البطيئة وهي بتنساب مع مياه النهر بالليل بهدوء، مع منظر المصابيح الورقية إللي طفل هنا أو هناك بيطلقها فوق سطح النهر، هو منظر قلما الواحد شافه أو راح يشوفه في حياته. السفر موجود يا عمي علشان لحظات من هذا النوع!

أسعار الرحلة بالقارب هو ٧ دولار..سعر للجميع إللي راح يستأجروا القارب بقبطانه (أيوه..هذا الشاب العشريني الحبّاب، إللي لابس شبشب أبو إصباع ومسؤول عن القارب..خلينا نعتبره قبطان). القباطنه كلهم من الأظرف والله..ودائما متعاونين وبيحاولوا يلتقطوا الصور ومن غير مقابل..طيبة قلبهم بالفعل كبيرة..المشكلة الزغنطوطه هو إنه ما بيحكوا إنجليزي كثير..لكن..بواسطة إستعمال تعابير الوجه والأصوات الغريبة، مع الإيدين...والرجلين، وأصابع القدم إذا لزم..ممكن التفاهم دائماً ما بين الإنسان وأخوه..

خلال تخطيط الرحلة ل هوي آن بالإمكان مراجعة التاريخ الدقيق لهذه الإحتفالية. في الإنترنت موجودة دائماً معلومات كافية.

٥. جولة الدراجات الهوائية

الفنادق هنا بتعرض جولات منظمة بالدراجات الهوائية، بتتجه عادة للمنطقة الزراعية المحيطة ب هوي آن، بغرض التعرف على حياة المزارعين والفلاحين هنا..أظن إن جزء من السواح راح ينبسط وجزء لأ..دائماً الأمر بيتعلق بإهتمامات الاشخاص.

ولو كنت كسول وما بتحب الدراجات الهوائية، أطلب سيارة أجرة وتوجه إلى واحد من المقاهي الموجودة ما بين المزارع أو حقول الرز..المناظر الريفية هنا رائعة.

مناظر من أحد المقاهي الموجودة وسط حقول الأرز